ما هو السند القرآني ولماذا هو مهم؟

18/09/2025
القرآن الكريم وطلاب العلم
148 مشاهدة
د. يحيى الغوثاني

ما هو السند القرآني ولماذا هو مهم؟

بقلم: د. يحيى الغوثاني

كثيراً ما نسمع عن السند القرآني، لكن ما معناه؟ وما علاقته بالمسلم؟ ولماذا يُعدّ من أعظم خصائص هذه الأمة؟

تعريف السند القرآني

السند القرآني هو: سلسلة الرجال الذين نُقل إلينا القرآن الكريم من خلالهم، متصلين برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.
فالقارئ عندما يقرأ القرآن كاملاً على شيخه، يكون هذا الشيخ قد قرأه كاملاً على شيخه قبله، وهكذا تستمر السلسلة حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. هذه السلسلة المتصلة هي ما نُطلق عليه اسم السند القرآني.

خصوصية السند عند المسلمين

يمتاز المسلمون بهذا الإرث العظيم؛ إذ لا نجد سنداً متصلاً لا للتوراة ولا للإنجيل ولا لأي كتاب سماوي سابق. أما القرآن الكريم فقد تكفّل الله بحفظه، فوصلنا عبر أسانيد متصلة، دقيقة وموثقة، تُثبت أن ما نقرأه اليوم هو نفس ما تلاه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه الكرام.

فقد تلقى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من جبريل عليه السلام، ثم علّمه لأصحابه، فنقلوه للتابعين، وهكذا جيلاً بعد جيل حتى يومنا هذا. وهنا تكمن عظمة السند القرآني، فهو شاهد عملي على استمرار العناية الإلهية بكتاب الله.

لماذا يحتاج المسلم إلى سند؟

لا ينبغي للمسلم أن يكتفي بالقراءة الفردية من المصحف فقط، بل عليه أن يتعلم على يد شيخ متصل السند بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى ينال بركة السلسلة المباركة، ويتأكد من صحة قراءته وضبطه.

إن الحصول على إجازة بسند قرآني ليس مجرد شهادة شرفية، بل هو انضمام إلى سلسلة نورانية تمتد عبر التاريخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سند الشيخ يحيى الغوثاني في القرآن الكريم

ومن الأمثلة على ذلك: سندي الشخصي بالقرآن الكريم، المتصل بالنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والذي أتشرف بأن أضعه بين أيديكم نموذجاً لهذه النعمة العظيمة.

قال العبد الفقير : يحيى بن عبد الرزاق الغوثانيّ : لقد أكرمَنِي الله بحفْظ القرآن كامِلًا ، وقَدْ تلقَّيتهُ وَقرَأتهُ كُلَّهُ عَلى عَدَدٍ مِنَ المشَايخ الأثباتِ ، فأوَّلُ مَنْ قرَأتُ عَليهِ القرْآن كاملًا غيبًا عَنْ ظهْرِ قلبٍ المقْرئ الشَّيْخ سيد لاشين أبو الفرح بالمدينة المنورة ، وأجَازني برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية .

والشَّيْخُ الثاني : شيخ القُرَّاء بمدينة حماه الشَّيْخ سعيد عبد الله المُحَمَّد ، فقد قرأت عليه القرآن كاملًا مرتين الأولى بقراءة ابن كثير وعاصم ، والثانية بقراءة أبي عمرٍو البصريّ وقرأت عليه من أول البقرة بالقراءات العشر ، وذلكَ بمكة المكرمة ، وأجازني بكل ذلك .

والشَّيْخ الثالِثُ : شيخ القُرَّاء في باكستان الشَّيْخ فتح مُحَمَّد باني بتي ،  قرأت عليه شيئًا من القرآن في المدينة المنورة فأجازني بكامل القرآن وبسائر مؤلفاته .

والشَّيْخ الرَّابِعُ : شيخ القُرَّاء في إستانبول الشَّيْخ عبد الرحمن قورسيس أفندي قرأت عليه شيئًا من القرآن في بيته في إستانبول ، فأجازني وقال قراءتكم صحيحة كما تلقينا عن مشايخنا .

وأمَّا الشَّيْخ الخَامِسُ : فهو الفقيه المقرئُ الشَّيْخ عَبْد الغفَّار بن الشَّيْخ عبدالفتَّاح الدروبيّ الحمصيّ نزيل مكة قرأت عليه القرآن كاملًا غيبًا عدة مرات أولها ختمة الحفْظ والتدريب نصفها لحفص والنصف الآخر لابن كثير ، ثم قرأت عليه القرآن غيبًا من أوله إلى آخره جمعًا بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرَّة ، وأجازني بكل ذلك ، وبقيت أدارس القرآن معه بالقراءات إفرادًا حتى توفاه الله تعالى، وقد ختمنا والحمد لله القرآن بالقراءات العشر سِتًّا وعشرين خَتمَةً، وسأقتصر على ذكر سنده لأنه من أعلى الأسانيد في هَذا العصر حيث إن بينه وبين الرسول ﷺ سبعة وعشرين قارئًا.

فقد أخبرني الشَّيخ عبد الغفار أنه قَرَأَ القرآن الكريم بالقراءاتِ العشْرِ على شَيْخ قراء حِمْصَ الشَّيْخ عَبْدِ العزيز عُيون السُّود، وهو قَرَأَ على شيخ القُرَّاء بدمَشْقَ الشَّيْخ محمَّد سليم الحلوانيّ، وهو على والدِهِ المقْرئ الشَّيْخ أحمَد الحلواني الكبير، وهو على المقْرئ الشَّيْخ أحمد المرزوقيّ، وهو على المقرئ الشَّيْخ إبراهيم العُبِيديّ، وهو على المقرئ الشَّيْخ عبد الرحمن الأجهوري، وهو على المقرئ الشَّيْخ أحمَدَ البقري، وهو على المقرئ الشَّيْخ مُحمَّد البقري، وهو على المقرئ الشيخ عبدالرحمن اليمنيّ، وهو على والده المقرئ الشَّيخ شحاذة اليمني، وهو على المقرئ الشَّيخ ناصِر الدين الطبلاوي، وهو على المقرئ الشَّيخ زكريا الأنصاري، وهو على المقرئ الشَّيخ رضْوان العُقبي، وهو على خاتمة المحققين المقْرئ الشَّيْخ مُحَمَّد بن الجَزَريّ، بأسانيده الموجودة في النشر. وسأكتفي بسنده لرواية حفص فقط: حيث قرأ على محمد بن عبد الرحمن الحنفيّ، وهُو على محمَّدِ الصَّائغ، وهو على علِيّ بن شُجَاعٍ، وهُو على الإمام الشَّاطبيّ، وهو على عليّ بن هُذَيل، وهو على سُلَيمانَ بن نجاح، وهُو على أبي عَمْرٍو الدانيّ، وهُوعلى طَاهِرِ بنِ غَلْبُون، وهُو على علي بن محمَّد بن صالح الهاشِمِيّ، وهُو على الأشنانيّ، وهو على عبيد بن الصبَّاح، وهو على حَفْصٍ وهو على عَاصِمِ بن أبي النَّجُود، وهو على أبي عبدالرحمن عبد الله بن حبيب السُّلميّ، وزِرِّ بن حُبَيْشٍ، وسَعْد بن إلياس الشيباني، وقرأ هؤلاء الثلاثة على سيدنا عبدالله بن مسعود، وقرأ السلميّ، وزر بن حبيش، على سيدنا عليّ وسيدنا عثمانَ، وقرأ السُّلَميّ على أُبَيِّ بن كَعْبٍ وزَيْد بن ثابت، وقرأ عَبْدُ الله بن مسعود وعليٌ وعثمانُ وأبيّ وزَيدٌ خمستهم على رسول الله ﷺ عَنْ جِبْرِيلَ عَن رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ .